-A +A
علي الرباعي (الباحة) okaz_online@
بقدر حرص الإعلام أن يكون موضوعياً إلا أن معظم المسؤولين من الوزراء ومن دونهم يتحاشون التحدث إلى وسائله، بل ويحذرون فريق عملهم من الإدلاء بأية معلومة، إما رغبة في تضخيم ذواتهم، أو رهبة مما يمكن أن ينكشف من خبايا يمكن أن تطيح برؤوسهم.

ومن خلال تواصل «عكاظ» خلال أسبوعين مضيا مع المتحدثين الإعلاميين لوزارات، وإدارات، ومديري مؤسسات حكومية لاحظت أن هناك تجاوباً غير معهود، وترحيبا حارا، ودعوة للزيارة، واستعدادا للحوار، ما يعني أن موسم ربيع الإعلام السعودي حل، تزامناً مع تشكيل لجنة عليا لمكافحة الفساد. وعدّ المحلل الاقتصادي فضل البوعينين حزمة إصلاحات المملكة الأخيرة منجزاً حضارياً وإدارياً غير مسبوق، مؤكداً أن مبدأ الشفافية عنوان هذه الحقبة من تاريخ بلادنا، ما يعزز دور السلطة الرابعة، موضحاً لـ«عكاظ» أن المطلوب اليوم من الجهات العامة بذل مزيد من الجهود لتحقيق الشفافية في أعلى معدلاتها، خصوصاً أن المسؤول والإعلام يستظلان ويحتميان بلجنة عليا تصد عنهما كل أذى متوقع أو محتمل، مؤملاً أن لا نفرّط في هذا المكتسب الوطني، مع ضرورة تضافر الجهود من المؤسسات الحكومية ومن الإعلام لتعزيز مكتسب حماية النزاهة، وإعلاء شأن القضاء على الفساد، وتكريس مبدأ حفظ المال العام، والإشادة بمحاسبة المقصرين، والإسهام من الجميع في الجهود المبذولة لتحقيق رؤية المملكة 2030، من خلال عدم التهاون أو التسامح مع الفساد، والاستفادة من أفضل الممارسات العالمية، وتحقيق أعلى مستويات الشفافية والحوكمة الرشيدة، وتفعيل المساءلة، وتوسيع نطاق الخدمات الإلكترونية.


ويرى البوعينين أن الحصانة انتقلت إلى من يبلّغ عن الفساد، ويدل عليه، وينشر عنه، متطلعاً إلى تعزيز دور الإعلام كونه شريكاً فاعلاً للحكومة في الكشف عن الفساد والتشهير بالمفسدين.